كثير من الشبان والشابات ممن لديهم نزوع نحو الكتابة غالباً ما يطرحون السؤال التالي: كيف بوسعنا ان نصبح كتّاباً؟
النصيحة الذهبية التي يجب ان توجه لهؤلاء الشباب: “عليكم بالقراءة”. والقراءة لا تصنع كاتباً بالضرورة، ولكن ليس بوسع المرء ان يكون كاتباً جيداً إذا لم يكن قارئاً جيداً. ينسب الى غابرييل ماركيز قوله إنه لا يفهم كيف يتجرأ فرد على كتابة رواية من دون ان تكون لديه فكرة عامة حول الأعمال الأدبية التي تم إنتاجها خلال العشرة آلاف سنة الماضية. مع ذلك، فإن هناك كتّاباً كثيرين تجرأوا على الكتابة من دون ان تكون لديهم مثل هذه الفكرة العامة التي يطالب بها ماركيز، الذي يدعو الكاتب لأن يفرض على نفسه نظاماً صارماً للعمل، فالكتابة “هي اشتغال يومي على الكلمات ونحت لها”.
ان المواهب الأدبية تعلن عن نفسها بعد القراءة، قبل القراءة تظل الموهبة كامنة، وربما لا يقيض لها ان تظهر أو تتبلور وتتجسد في كتابة.
هناك نصيحة جديرة بالتأمل فيها، فإذا كنت تكتب وعجزت عن الاستمرار في الكتابة، فما عليك إلا بالقراءة: اقرأ، فستعيد الكتب منحك الإلهام. اقرأ عندما تريد الكتابة واقرأ عندما تعرف الكتابة، واقرأ عندما لا تستطيع الكتابة. كبار الأدباء لا يجلسون للكتابة أبداً إلا بعد قراءة بعض الصفحات لكتّاب آخرين. ان هذا الطقس ضروري لشحذ الإلهام.
لكن يظل السؤال الكبير: ماذا نقرأ؟
أحد المثقفين يرفض ان تكون القاعدة هي ان نقرأ كثيراً، ففي حب الاطلاع على كل شيء إفساد للشهية، بل ان الرغبة في قراءة كل شيء هي في الغالب مجرد سقوط في التصفح السريع للكتب. وحسب رأي هذا المثقف، الذي انه لا يمكننا التوغل في مادة مؤلف إلا بعد التآلف معها لمدة طويلة. وإذا أردنا شرح هذا القول أو تفسيره فعلينا القول إننا لن نستطيع عقد صداقة مع الكتاب إلا بشيء من المثابرة والصبر. نحن لا نقع في حب الكتاب من أول نظرة. لكن من أجل تسهيل المهمة يستحسن البدء بقراءة ما هو بسيط وصادق ومستقيم الفكر والعاطفة من الأدب الكلاسيكي، من أجل تهذيب الذائقة وتطوير مهارات القراءة التي تتطلب نفساً طويلاً. بعد شيء من المران سيتعين علينا ليس فقط قراءة أفكار الكاتب، وإنما التأمل في الطريقة التي يقول بها هذه الأفكار. إذا بلغنا هذه المرحلة نكون قد أمسكنا بأول الطريق الى عتبة الكتابة.
لا تنسوووا اردووود...............
اخوووكم مصطووووف المـــرعب